الدوبلاج الصوتي بين فنية الأداء وتقنية التسجيل

الدوبلاج الصوتي بين فنية الأداء وتقنية التسجيل

 

يعد الدوبلاج الصوتي اليوم من أكثر المجالات أهمية في عالم الصوت وصناعة الأفلام، حيث أن عملية الدوبلاج الصوتي تلعب دوراً أساسياً في العديد من الصناعات وتجعلها ذات جاذبية بالنسبة للجمهور لكون عملية الدوبلاج تتم حسب المكان الذي سيعرض فيه الفيلم أو الإعلان، ولكن على الرغم من كل هذه الأهمية التي يملكها الدوبلاج، فلا شك أنه هناك بعض الأساسيات التي تلعب دوراً بتحديد جودة الدوبلاج الصوتي، ولعل أبرز هذه الأساسيات هي فنية أداء المعلق الصوتي وتقنيات التسجيل التي يتم استخدامها لإنتاج مقاطع الدوبلاج.

وفي هذه المقالة من منصة قيمة فويس سنقدم لكم دليلاً يوضح دور الدوبلاج الصوتي في الصناعات، بالإضافة إلى الأساسيات التي من شأنها أن تحدد جودة العمل، وكيف يمكن العمل على تحسينها.

ما هو الدوبلاج الصوتي؟

بدايةً وقبل أن ندخل في تفاصيل عملية الدوبلاج بشكل مفصل، دعونا نقدم لكم تعريفاً مبسطاً يوضح معنى الدوبلاج الصوتي.

الدبلجة الصوتية هي عملية إضافة حوار جديد أو أصوات أخرى إلى المسار الصوتي لمشروع تم تصويره بالفعل، وقد جاء مصطلح "الدبلجة" من مزامنة الصوت مع صورة متحركة أو من مزامنة صوت الممثل في الأفلام في بدايات عصر الصوت.

ويتم استخدام الدبلجة عادةً لترجمة الأفلام الأجنبية إلى اللغة التي يختارها الجمهور، حيث يتم ترجمة الأفلام الأجنبية من الحوار الأصلي للمشروع، ويقرر المترجم بعناية الكلمات التي يجب استخدامها بناءً على حركة الشفاه، والنبرة، والنص.

هناك نوعان من الدبلجة الصوتية وهما دبلجة الرسوم المتحركة و الدبلجة الصوتية الحية، حيث تمنح دبلجة الرسوم المتحركة المعلقين الصوتيين المزيد من الحرية في أدائهم لأن الوجوه المتحركة ليست دقيقة مثل الوجوه البشرية.

أما الدبلجة الصوتية الحية فهي محاكاة لتمثيل الممثل الأصلي، ولكن بصوت مختلف، ولهذا السبب فهي أكثر تقييدًا، لكونها تحد من حرية أداء المعلق الصوتي، وتتطلب فنية أداء وتقنيات دقيقة.

وتتيح الدبلجة الصوتية الفرصة للمخرج بالحصول على حوار عالي الجودة بغض النظر عن الظروف الفعلية التي كانت موجودة أثناء التصوير.

لماذا يعتبر الدوبلاج الصوتي مهماً؟

كما ذكرنا في البداية، فإن عملية الدوبلاج الصوتي تملك دوراً هاماً في صناعة الأفلام، حيث تساعد الدبلجة الصوتية من وصول المشروع، ففي حال أراد أحد منتجي الأفلام أن يتم طرحه دوليًا ليتم عرضه على جمهور أوسع، فيجب أن يُدبلج الفيلم بلغة البلد الذي سيصدر فيه، وبالطبع سيكون ذلك باستخدام الدبلجة الصوتية.

ويجدر بالذكر هنا من أن الترجمة قد تساعد في وصول الفيلم بقدر ما تستطيع النسخة المُدبلجة من الفيلم، إلا أن هناك بعض القيود على الترجمة، حيث أن بعض الدول عرض الفيلم بلغته الأصلية، والسبب الآخر هو أن بعض الأشخاص يعتقدون أن الترجمات تشتت انتباههم عما يحدث على الشاشة، أو أنهم غير قادرين على قراءة الترجمات بسرعة كافية لفهم ما يحدث في القصة، وهذه الأسباب هي السبب في دبلجة برامج الأطفال وأفلامهم لكون الأطفال لن يقوموا بقراءة الترجمة.

وهناك سبب آخر لأهمية الدوبلاج الصوتي والذي يتوضح في الحالات التي يكون فيها الصوت الأصلي غير قابل للاسترداد، فقد يكون الحوار غير واضح أو غير مسموع في لقطة بعيدة المدى أو من حركة جوية عرضية أو ضوضاء في الخلفية أو لم يتمكن الميكروفون من التقاط أصوات الممثلين، وفي هذه الحالات، يمكن تسجيل الحوار بعد التصوير ودمج الصوت في الفيلم دون أن يفوت الجمهور أي حوار.

ما هي الأمور التي تحدد جودة الدبلجة الصوتية؟

لا شك من أن عملية الدبلجة الصوتية تعتبر أحد أكثر العمليات تعقيداً، ففي حين قد يعتقد البعض بأنها تقتصر فقط على أن يقوم المعلق الصوتي بتسجيل النص ودمجه بالفيديو بما يتناسب مع الفيديو، إلا أن عملية الدوبلاج تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين جداً، وعمل عدد كبير من الأشخاص معاً من أجل التمكن من إنتاج مقاطع دبلجة صوتية بجودة عالية.

ووسط وجود العديد من الأمور التي من شأنها أن تحدد جودة الدبلجة الصوتية فيما إذا كانت ممتازة أو عادية، ومن أهم هذه الأمور أداء المعلق الصوتي والتقنيات التي يتم استخدامها في عملية التسجيل، ودعونا نوضح كل منهما بشكل مفصل:

  1. أداء المعلق الصوتي

نظراً لكون الصوت هو المحور الرئيسي في عملية الدوبلاج الصوتي، فلا شك من أن المعلق الصوتي الذي يقوم بعملية التسجيل لمقاطع الدبلجة يكون له دور أساسي، حيث أن أداء المعلق الصوتي وقدراته الصوتية الكبيرة من شأنها أن تمكنه من إنتاج دبلجة واقعية جداً وتتناسب مع الشخصيات الموجودة في الفيديو الذي يتم العمل عليه.

ففي حال لم يكن المعلق الصوتي ذو خبرة كافية، فمن الممكن أن يفشل مشروع الدبلجة الصوتية ويكون ذو جودة رديئة وغير مقنع للجمهور الذي سيكون منتبهاً لأدق التفاصيل.

  1. تقنيات التسجيل الصوتي المستخدمة

وسط التطور التقني الكبير الذي تعيشه صناعة الصوت في يومنا هذا، فلا شك من أنه لإنتاج دبلجة صوتية باحترافية عالية، لا بد من استخدام معدات وتقنيات تسجيل احترافية وقادرة على التعامل مع مختلف صيغ الصوت بشكل مثالي، فهذه المعدات من شأنها أن تساعدك أيضاً في عملية دمج الصوت مع الفيديو وهي ما سيحدد هل ستكون المزامنة دقيقة كي لا يشعر الجمهور بتغيير اللغة، وبأن الصوت الذي يسمعونه هو في الحقيقة للفيديو ذاته.

ومن الأفضل أن يتم العمل على إنتاج الدبلجة الصوتية في استديوهات احترافية من أجل الحصول على نتائج مرضية مثالية وخالية من أي عيب تقني.

كيف أحصل على خدمة دوبلاج صوتي احترافية؟

لكون الدوبلاج الصوتي ذو أهمية كبيرة، فلا شك من أن عدد كبير من الأشخاص في الوطن العربي يبحثون اليوم للحصول على أفضل خدمات دوبلاج لأعمالهم.

ولهذا السبب تقدم منصة قيمة فويس اليوم أفضل خدمات الدوبلاج الصوتي والتعليق الصوتي في العالم العربي، وذلك من خلال مجموعة كبيرة من المعلقين الصوتيين المتخصصين في مختلف أنواع الفويس أوفر والدبلجة بمختلف أنواعها، والقادرين على إنتاج مقاطع صوتية باحترافية عالية ودون أي خطاً قد ينتج عن قلة الخبرة أو غيرها.

كما أن المنصة تقوم بتوفير العديد من المميزات لعملائها لمنحهم أفضل تجربة، حيث يمكن القيام بحجز معلق صوتي للقيام بأعمال الدبلجة الصوتية بكل سهولة من خلال الاستماع إلى الأصوات التي توفرها المنصة، وتحديد الصوت، ومن ثم رفع السيناريو الذي تريده من أجل المباشرة بالعمل على مشروع الدبلجة الخاص بك، مع مراعاة أدق الملاحظات التي يقوم العملاء بإضافتها.

في الختام، لا يمكن لأي شخص أن يقلل من أهمية الدوبلاج الصوتي في يومنا هذا، فمنذ بدايات الدبلجة الصوتية كانت من أهم عوامل نجاح صناعة الأفلام بمختلف أنواعها، ولولا الدوبلاج لكان من الممكن أن تظل الأفلام صامتة إلى هذه اللحظة، لذا فإن هذه العملية تعتبر من العمليات التي تتطلب دقة بالعمل والعديد من الشروط والأساسيات لنجاحها، حيث يعتبر التعليق الصوتي هو حجر الأساس الذي تعتمد عليه الدبلجة وهو الذي يقرر فيما إذا كانت الدبلجة ذات جودة عالية ومقنعة للجمهور أو لا.


 

شارك هذه المقالة
آخر المقالات ذات العلاقة