يعتبر مجال التعليق الصوتي من أكثر المجالات تشعباً، فهذا المجال لا يقتصر فقط على نوع محدد من الأعمال، بل إنه يشمل جميع الأعمال التي تطلب وجود تعليق صوتي مسموع فيها، بداية من الدبلجة وتسجيل الكتب المسموعة والبرامج الإذاعية وصولاً إلى التعليق الصوتي الرياضي، فهناك العديد من المصطلحات والتسميات التي تطلق على المعلق الرياضي باللغة الإنكليزية منها Sports Commentator أو Sportscaster، حيث أن جميع هذه التسميات تعبر عن المعلق الصوتي الرياضي.
ماضياً كان الراديو يعتبر الوسيلة الأساسية للبث الرياضي والمباريات في القرن الماضي، حيث كان عمل المعلق الرياضي الأساسي هو عملية نقل الصورة الحية للمباريات للمستمعين، حيث كانت هذه العملية تتطلب جهداً من المعلق لكونه هو العنصر الوحيد القادر على نقل الأحداث التي تجري إلى المستمعين، فكان يتوجب عليه القيام بسرد الأحداث التي تجري في ملعب المباريات على المستمعين، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من المعلومات الرياضية والتاريخية التي تتعلق بالفرق التي تلعب والمنافسات التي تلعب فيها المباريات، ولهذا السبب كان من اللازم على المعلق الصوتي الرياضي أن يجتذب انتباه المستمعين من خلال التعليق وذلك لجعلهم يشعرون بالإثارة والحماس الذي يجري في المباراة.
وفي مقال اليوم من منصة قيمة فويس سنتعرف على أشهر المعلقين الصوتيين العرب وأهم المهارات التي يتطلبها العمل كمعلق صوتي رياضي، كما نطلعكم على أجور أشهر المعلقين الصوتيين العرب في هذا المجال.
أشهر المعلقين في مجال التعليق الصوتي الرياضي في الوطن العربي
يملك الوطن العربي العديد من الأصوات المميزة والرائعة في مجال التعليق الصوتي الرياضي، حيث تتميز هذه الأصوات بقدرات رهيبة وطريقة رائعة في الإلقاء والسرد، والتي جعلتهم مشهورين على المستوى العالمي، وإليكم هذه القائمة التي تضم أشهر المعلقين الصوتيين العرب في مجال التعليق الرياضي:
1- عصام الشوالي
يعتبر عصام الشوالي أشهر المعلقين الرياضيين في الوطن العربي، وهو تونسي الجنسية، من مواليد عام 1970 في فرنسا، وهو يعمل الآن في التعليق على المباريات الخاصة بكرة القدم في مجموعة بي إن سبورت القطرية، وهو يعد من المعلقين الرئيسيين في القناة والمباريات الكبيرة، وبلغت شهرته ذروتها في عام 2006 عندما قام بالتعليق على مباريات كأس العالم حيث فاز بجائزة محبوب العرب لعامي 2006 و2007.
2- رؤوف خليف
وهو من أكثر المعلقين الرياضيين شعبية في الوطن العربي، تونسي الجنسية من مواليد عام 1962، بدأت مسيرة رؤوف خليف بكونه مراسل للعديد من الصحف الفرنسية المختصة بالرياضة، وبدأت مسيرته في التعليق الرياضي في القناة التونسية الأرضية، ومن ثم انتقل إلى شبكة تلفزيون العرب، وهو اليوم من أهم معلقين شبكة بين إن سبورت.
3- حفيظ دراجي
يصنف الجزائري حفيظ الدراجي اليوم على أنه أفضل المعلقين الرياضيين في الوطن العربي، وهو من ومواليد عام 1964، بدأت مسيرته كصحفي لدى التلفزيون الجزائري وقد قضى ما يقارب ال 20 عاماً في العمل الصحفي قبل أن ينتقل إلى التعليق الرياضي ففاز بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2001 وهو اليوم يعمل كمعلق رياضي في مجموعة بي إن سبورت الرياضية.
4- يوسف سيف
يوسف سيف هو معلق رياضي قطري الجنسية من مواليد عام 1953، بدأ مسيرته في التعليق الصوتي الرياضي في عام 1975 لدى إذاعة قطر، وبعدها قام بالانضمام إلى التلفزيون القطري في عام 1981، ومن ثم انتقل إلى قناة أوربت في عام 1994، وبقي فيها حتى عام 2004 حيث انضم حينها إلى مجموعة الجزيرة الرياضية القطرية وعمل كمعلق رياضي وإداري فيها، وهو اليوم يعمل لدى شبكة بي إن سبورت.
أهم مهارات اللازمة للتعليق الصوتي الرياضي
إن العمل في مجال التعليق الصوتي الرياضي يتطلب من المعلق الصوتي العديد من مهارات التعليق الصوتي المميزة والمتطلبات اللازمة من أجل تحقيق النجاح في هذا المجال.. وإليكم أهم المهارات التي يجب أن تتوفر في المعلق الصوتي الرياضي:
1. الخبرة في التعليق الصوتي الرياضي
إن عامل الخبرة يعتبر من أهم الأمور التي يجب عليك السعي إليها في أي مجال من أجل حصد النجاح، حيث أن مفهوم الخبرة يعتبر مفهوم نسبي يختلف مع اختلاف المجالات، فمجال التعليق الصوتي الرياضي وهو محور حديثنا اليوم يتطلب من الشخص أن يمتلك خلفية رياضية سواء بأن يكون المعلق الصوتي الرياضي متدرب أو لاعب معتزل وبذلك سيكون قادراً على استثمار معلوماته الرياضية في مجال التعليق الصوتي الرياضي، أو من الممكن أن يكون خريجاً ويحمل شهادة في الصحافة والإعلام أو الإذاعة والتلفزيون، مع ضرورة الخضوع لدورات تدريبية عملية من أجل تطبيق المعلومات النظرية على أرض الواقع.
ويعتبر عامل الخبرة من أهم العوامل في مجال التعليق الصوتي الرياضي وذلك لكون مهنة المعلق الصوتي الرياضي لا تحتمل أي نسبة للخطأ، وذلك لأن عمل المعلق الصوتي الرياضي يتطلب منه التعليق على المباريات والأحداث الرياضية المختلفة على الهواء مباشرة، وبالتالي لن تكون الإعادة ممكنة فالصوت سينقل بشكل مباشر للمشاهدين للحدث الرياضي، لذا إذا كنت تريد الدخول في هذا المجال فعليك أن تمتلك الخبرة والتجربة والمعلومات الكافية لتكون قادراً على النجاح في أداء وظيفة المعلق الصوتي الرياضي.
2. المهارات الشخصية
يجب على المعلق الصوتي الرياضي أن يمتلك العديد من القدرات الصوتية الجيدة والسمات الشخصية التي من شأنها أن تساعده على التميز والنجاح وحصد شهرة كبيرة في هذا المجال، فهذا المجال يشهد تنافساً كبيراً وفي حال كنت عازماً على الدخول فيه عليك أن تكون متمكناً وتملك مجموعة من القدرات الشخصية، ومن أهمها:
3. القدرة العالية في التحدث والحوار:
يعد فن الحوار من أهم الأمور التي يجب على المعلق الصوتي الرياضي الاهتمام بها وإتقانها، فالتعليق الصوتي بشكل مباشر على المباريات والأحداث الرياضية يستلزم من المعلق الصوتي الرياضي قدرات عالية في التحدث عن الأحداث الجارية أمامه إلى جانب الحوار مع المتابعين بين الحين والآخر لإبقائهم مركزين في المشاهدة وإبعادهم عن الشعور بالملل.
4. أن يمتلك مهارة بحث ممتازة:
يعد التعليق الصوتي الرياضي من أكثر أنواع التعليق الصوتي التي تتطلب من المعلق الصوتي إجراء عمليات بحث بشكل مكثف في مختلف أنواع المصادر من أجل جمع أكبر قدر من المعلومات الرياضية والإحصائيات المتعلقة بالحدث الرياضي الذي سيقوم بالتعليق عليه وذلك من أجل إثراء عقل المشاهدين بالمعلومات الرياضية المهمة التي تجعلهم مهتمين ومستمتعين بالمشاهدة.
5. القدرة على خلق النكات:
من أهم الأمور التي يجب أن يتمتع بها المعلق الصوتي الرياضي هو القدرة على خلق النكات بين الحين والآخر لجعل المشاهدين يشعرون بالبهجة ولا يشعرون بالملل، وذلك لأن بعض الأحداث الرياضية قد تصبح مملة في بعض الأحيان، وعندها سيقع على عاتق المعلق الصوتي الرياضي طرح بعض النكات لإبقاء المستمعين مركزين في المشاهدة.
6. اللغة العربية الصحيحة والمهارات اللغوية العالية:
تعد اللغة العربية من أكثر اللغات في العالم احتواء للمفردات والتعابير والقواعد اللغوية، والتي تفرض على المعلق الصوتي الرياضي أن يكون متمكناً منها وملماً بأكبر قدر من التعابير والمفردات المتعلقة في المجال الرياضي، والتي تساعده في تقديم تعليقاً مميزاً في كل مرة يقوم بالتعليق فيها على الأحداث الرياضية، فإذا كنت تريد النجاح في مجال التعليق الصوتي الرياضي عليك أن تبقى بعيداً عن الرتابة والتكرار.
7. مهارات الإلقاء والخطابة:
إن النجاح في مجال التعليق الرياضي يفرض على المعلق الصوتي أن يكون متميزاً في طريقة إلقاء الكلام، وأن يمتلك مهارات خطابة عالية ومميزة، فهي تساعده بشكل كبير على أن يبقى صوته عالقاً في ذهن المتابعين، ومميزاً عن غيره من أصوات المعلقين الرياضيين الآخرين.
8. المعرفة والخلفية الرياضية:
من المهم جداً للمعلق الصوتي الرياضي أن يمتلك خلفية رياضية واسعة، فعند اختيار تخصص التعليق الرياضي والبدء بالمجال لا بد من امتلاك الأساسيات الرياضية، والتعمق بالتاريخ الرياضي للفرق واللاعبين وحتى أعضاء التحكيم، وكذلك الانجازات التاريخية وتاريخ الأندية والبطولات، فهذه المعلومات تعتبر من أساسيات التعليق الرياضي الصوتي، وهي من أهم الأمور التي تجعله مميزاً في تعليقه على الأحداث الرياضية المختلفة، الذي يساعده في استحضار المعلومة في وقتها المناسب، وحتى في المحاورات الرياضية.
9. القدرة على تقديم أداء عالي في مختلف الأوقات:
إن توقيت المباريات والأحداث الرياضية المتنوعة يختلف من مكان إلى آخر في جميع أنحاء العالم، وهو ما يستلزم من المعلق الصوتي الرياضي أن يكون قادراً على تقديم أداء عالي في جميع الأوقات المختلفة للمباريات واختلاف التوقيت بين الدول، بالطبع هذا الأمر قد يكون مرهقاً في الكثير من الأحيان، إلا أنه يعتبر من أبرز الأمور التي يجب على المعلق الرياضي التركيز عليها.
10. التعليق والنقد على كافة أحداث ومجريات المباريات:
تتراوح مدة الأحداث الرياضية في مختلف الرياضات بين الساعة والنصف وال 3 ساعات ومن الممكن أن تمتد لأكثر من ذلك، وهو ما يتطلب من المعلق الصوتي الرياضي القدرة على التعليق والنقد بشكل متواصل طيلة فترة الحدث الذي يقوم بالتعليق عليه، سواء من خلال التعليق على الأحداث الجارية أو الحديث عن أداء اللاعبين وتقديم النقد بناءً على هذا الأداء.
11. القدرة على جذب تركيز المشاهد للمباريات بشكل كبير:
كما ذكرنا فإن مدة الأحداث الرياضية من الممكن أن تمتد لمدة تزيد عن ساعتين أو 3 ساعات، الأمر الذي قد يجعل بعض المشاهدين يشعرون بالملل، لذا فإن أحد أهم مهام المعلق الصوتي الرياضي تكمن في إبقاء المتابع مركزاً بما يشاهده، وإبقائه بعيداً عن الملل.
12. امتلاك مهارات حاسوبية وتقنية متطورة:
قد يعتقد بعض الأشخاص الذين يريدون الدخول في مجال التعليق الصوتي أن الصوت هو كل شيء في هذا المجال، لا شك من أن الصوت والقدرات الصوتية هي من أهم الأمور التي تساعد في نجاح المعلق الصوتي، إلا انه وبعد التطور التقني الكبير الحاصل في العالم، فإن مهمة المعلق الصوتي الرياضي اليوم لا تقتصر فقط على القدرات الصوتية المميزة، بل إنها تتطلب منه امتلاك مهارات حاسوبية وتقنية عالية ومتطورة.
13. الإحاطة بالمعدات التكنولوجية المتقدمة واللازمة له في عمله:
امتداداً للنقطة السابقة، يجب على المعلق الصوتي الرياضي أن يكون ملماً بالمعدات التكنولوجية المتطورة والتي تلزمه أثناء عمله مثل سماعات الرأس ونوع الميكروفون الذي يقوم باستخدامه، وهذا الأمر مهماً جداً حتى يتمكن من الاستفادة من مميزات هذه المعدات بأفضل طريقة ممكنة.
أجور المعلقين الصوتيين الرياضيين في الوطن العربي
إن أجور المعلقين الرياضيين العرب تعتمد بشكل أساسي على مدى الشهرة والانتشار الذي يتمتعون به، وذلك لأن هذه الأمور من شأنها أن تزيد من نسب المشاهدة للمباريات التي يعلق عليها المعلقين الذين يملكون شعبية كبيرة بين الناس، ولهذا يكونون هم أعلى أجراً من غيرهم من المعلقين، ولكن إلى جانب الشهرة، فإنه يوجد عاملين آخرين يحددان الأجور للمعلقين الرياضيين، وهما المنطقة وحاجة سوق العمل في هذه المنطقة، وإليكم بعض الإحصائيات حسب هذين العاملين:
أولاً: الأجر حسب المنطقة:
-
في دول الشرق الأوسط: متوسط إلى مرتفع
-
في دول الخليج: متوسط إلى مرتفع
-
القارة الأوروبية: مرتفع جدًا
ثانياً: حاجة سوق العمل
-
في دول الشرق الأوسط: متوسطة
-
في دول الخليج: متوسطة
-
القارة الأوروبية: منخفضة
في الختام، إذا كنت من المهتمين في دخول مجال التعليق الصوتي الرياضي، فلا شك من أنه يجب عليك أولاُ أن تمتلك المهارات الكافية التي تؤهلك لدخول هذا المجال والنجاح فيه، حيث أن النقاط التي قمنا بذكرها خلال هذا المقال تعتبر هي الأهم لتحقيق النجاح والتميز في هذا المجال، فإذا قمت بالتركيز عليها وتطبيقها بشكل مثالي فعندها ستكون قادراً على التميز والإبداع في مجال التعليق الصوتي الرياضي، وفي حال أردت الحصول على تطبيق عملي لهذه النصائح يمكنك الاطلاع على الدورات التدريبية التي تقدمها منصة قيمة فويس في مجال التعليق الرياضي، حيث أنك ستتلقى تدريب عملي على يد أشهر المعلقين الصوتيين في العالم العربي والذين يملكون تجربة كبيرة في مجال التعليق الصوتي وسنوات طويلة في مجال تأهيل وتدريب المعلقين الصوتيين في العالم العربي.