هل أصبح السيناريو بين يديك وجاهز لتسجيله بصوتك؟ هل استحضرت موهبتك وقمت بتمرين صوتك للبدء في التعليق الصوتي المطلوب؟ ليس بهذه السرعة. قد تواجهك الكثير من المتاعب في بداية الأمر، فكم من مرة أعاد المعلق الصوتي تسجيله بفعل خطئ أو تعديل أو صوت شاذ أو ضجيج أو غيره، والتي يمكن أن تحول مشروع التعليق الصوتي السريع إلى محنة طويلة وشاقة. نعرض لكم هنا بعض النصائح المفيدة لتجنب الأخطاء التي قد يرتكبها المعلق الصوتي في بداية رحلته.

7 اخطاء صوتية محتملة عليك تجنبها في التعليق الصوتي:

1. عدم مراجعة النص قبل تسجيله

لا تتوقف مهنة التعليق الصوتي على تسجيل الصوت فحسب، بل على المعلق الصوتي قراءة النص والتدرب عليه وفهمه قبل البدء بتسجيله. فقد يحتاج إلى مراجعة نهائية أو تدقيق لغوي لبعض المصطلحات أو الألفاظ أو الأخطاء الغوية أو النحوية. بالإضافة إلى ضرورة تحديد الطريقة الصحيحة من نطق الأرقام على سبيل المثال أوأسماء العجم أوالكلمات المعربة وغيرها. ناهيك عن أهمية ضبط السرعة الصحيحة للصوت لتتطابق مع المشروع المطروح واجتناب مشاكل التوقيت المحتملة.

2. استخدام طبقة صوت أو نبرة خاطئة

تأكد من دراسة النص ورسالة العلامة التجارية للعميل بدقة قبل تسجيلها واختيار نغمة وطبقة الصوت المناسبة لها. لأن اختيارك لنغمة ونبرة الصوت الخاطئ قد تهوي بك أمام عملائك، فلا شك أن الصوت عالي الطبقة والنبرة لن يتماشى مع الموضوعات الجادة، ومن ناحية أخرى، فإن استخدام الصوت الرتيب الهادئ لا يناسب مقام الندوات والمحاضرات والابتهالات وغيرها التي تهدف إلى لفت انتباه السامع وليس نومه وشعوره بالرتابة والملل، أليس كذلك؟

3. استخدام وتيرة وسرعة السرد الخاطئة

لا شئ أسوء من سرعة معلق صوتي في سرده، فلا يصل المتلقين إلى الهدف من الموضوع المطروح ولا ينقل المعلق الصوتي مشاعره ورؤيته من المطروح. ولكن تتبعثر الكلمات بين سرعة الإلقاء وعدم كفايتها حقها من السرد. كذلك ينطبق الأمر عندما يقرأ عليك معلق صوتي بطئ رتيب لا تحملك نفسك على استكمال الاستماع إليه لما يبثه من شعور بالنعاس فقط. لذا على المعلق الصوتي أن يعطي كل شئ حقه، وقبل كل شئ أن يأخذ وقته في تعلم النص وفهمه جيداً قبل تسجيله. حبذا لو ترك للمستمع شاغراً من الوقت متوقفاً مثلاً عند الفاصلة أو النقطة ليتفكر ويعالج المستمع في عقله ما يتم سرده عليه. 

4. الوقوع بأخطاء لغوية ونحوية في النص 

قد يكون الخطأ في قراءة النصوص، حيث يقع المعلق الصوتي في طريقة نطقه لحرف أو كلمة أو رفعه لمنصوب أو جره لمرفوع. لذا على المعلق الصوتي أن يتدرب ويقرأ النص ويعرضه على أصحاب اللغة كي لا ينفر آذان المستمعين من أخطائه.

5. عدم حفظ الملف بالتنسيق المناسب!

قد يكون عدم حفظ الملف بالتنسيق المناسب مضيعة للوقت! فقد تبذل جهداً عظيماً في تسجيل الصوت بجودة عالية ولا تحرص على حفظه بالتنسيق الصحيح، حينئذٍ سيكلفك فقدانه وذهاب تعبك هباءً. لذا لا تربك نفسك في تحويل امتدادات الملفات الصوتية وصيغ الملفات من واحدة لأخرى، وقم باختيار التنسيق الصحيح الذي لا يلزمك للتعامل مع عملية التحويل لاحقًا. التنسيقات الأكثر شيوعًا والمعترف بها هي:

• WAV (wav.)

• AIFF (aif.)

• MP3 (mp3.)

• FLAC (flac.)

6. استخدام لغة تختلف عن لغة المحادثة

لا شك أنك كمعلق صوتي على دراية أن التسجيل الصوتي لمحتوى مكتوب لفيلم وثائقي يختلف عن ذلك الذي يقصد به دوبلاج مسلسل كرتوني. شتان بينهما! فما كُتب ليُقرأ، ليس على حد سواء لما كُتب ليُسمع. فإذا ما كنت تسجل صوتك لإعلان تجاري، فلا يتوقع منك أن تستخدم المفرد، بل يتوقع المستمع منك أن تستخدم الضمائر مثل "نحن" و"أنت" لتبدو كشركة عريقة تخلق نوع من التواصل مع الجمهور. كذلك، إذا ما كنت تقدم تمثيلاً صوتياً، فلا يتوقع منك أن تقرأ النص بأسلوب المحاورة والمخاطبة، بل أداءً وتقمصاً للشخصية المطروحة.

7. أن تكتفي بمهاراتك الحالية في التعليق الصوتي:

عجلة التطور لا تنتظرك، بس ستتركك خلف الركب إذا ما بقيت مكانك ولا تطور مهاراتك الصوتية. عليك دائماً بقدر المستطاع أن تطور مهاراتك وتطلع على كل ما هو جديد في هذا المجال. وكن على يقين أن تطوير مهاراتك الصوتية سيكون مُجدي لك تمامًا، وسيجعلك تحترف المهنة بشكلٍ أكبر وتكون قادرًا على التعامل مع أي محتوى ونص يصلك لتتجه الي التعليق الصوتي.

في الختام

لا تثبطك أخطائك، فهي معلمك الأول في بداية رحلتك. ولكن استمع إلى ذوي الخبرة وابحث ملياً، وخذ بعين الاعتبار بعض النصائح المذكورة في هذا المقال كي تنشئ محتوى صوتي أفضل بإعادات تسجيل أقل قدر المستطاع، وبالتالي جذب المزيد من المشاهدات إلى مقاطع الفيديو المسجلة والمزيد من المستمعين. تذكر أن العملية لا تقوم فحسب على الضغط على زر التسجيل والبدء، ولكن تحتاج منك دراسة وافية وتمرين كبير.  

نتمنى لك التوفيق في تسجيل التعليق الصوتي الخاص بك!